بسم الله الرحمن الرحيم
قصص مؤثرة واقعية ستجعلك تبكي حينما تقرأها
قصة ترويها صاحبتها بدمع عينها وحرقة قلبها تقول: أنا اسمي لميس نشأت في كنف أسرة بسيطة أحب أن أسميها البسيطة فهي لم تكن بالغنية ولا الفقيرة، وكانت عائلتنا سعيدة جدا و الكل يحسد أبي و أمي عليها، كانت عائلتنا مكونة من ثماني أفراد أم و أب و ستة أبناء هم على توالي أختي "سارة" وهي أكبرنا ثم تليها اختي "سيرين" ثم أخي "أسيف" ثم "عبد الرحيم" و أنا و أخي "أنيس" كنا توأم و آخر أفراد هذه العائلة.. كانت عائلتنا سعيدة و مترابطة إلى أن ! كبرت أنا كنت عكس كل اخوتي فهم كانوا يتمتعون بالبساطة و التواضع و طيبة القلب و أنا اصبحت مغرورة و متكبرة و قاسية، فأنا كنت جميلة جدا و كنت أظن أن مكاتي هو القصور لا بيت بسيط، أصبحت امقت جميع اخوتي و أصبحت اهين أمي و أتدمر من أبي و اتأفأف أمامهما كثيرا! أصبحت متسلطة و لسان طويل و قليل الحظ هو من يقع في مشكلة معي، لم أكن أتصل معهم أبدا كنت دائما أفضل الجلوس و حدي فكانت نظرتي لعائلتي دونية و كانت نظرتي كذلك لكل ما هو بسيط، كان الجميع يعاملني بطريقة جيدة و يتحبب إلي ( أقصد عائلتي) لكن عبس! كنت عندما أحس ذلك انهال عليهم بوابل من الإهانات، كان شخص واحد قريب مني في البيت هو أخي التوأم "أنيس" كنت أحكي له عن يومي و مغمارته و أحزاني و همومي و ... وهو يفعل كذلك..
كنت لا أقوم بأي عمل في بيتنا و لو شيء صغير لا أساعد أحدا، كان كل شيء على عاتق أمي و شقيقتاي المهم! وتتوالى الأيام و انا على هذا الحال بل أصبحت أسوأ، وصلت إلى الثانوية و أصبحت أحب أن أعتني بمظهري و أجبرت أمي و أبي على اشتراء كل ما أحتاجه من ملابس و حملتهما فوق طاقتهما، و كانت لي صدقتين أتمنى أن يبعث الله لكل واحد باشخاص مثلهما، صديقتي ساندي و ابنة عمها إجلال كانتا ثريتين و كانت تعطيني ملابسهما و لكي لا أخرج من ذلك كانت تتبدلا ملابسها و تستعيران ملابسي ايضا، و أنا على تلك الحال لا زلت أسخط على جميع افراد أسرتي تزوجت أختاي و أصبحت أمي من تقوم بجميع اعمال البيت و كنت دائما اتحجج بأنها صغيرة السن و لم أشفق عليها لحظة اصبحت أكثر اصرار على ترك البيت و اجتهدت في الدراسة و ساعدتاني في ذلك صديقتاي و الحمدلله تحصلت على شهادة الباكالوريا و بمجموع عالي و تم ارسالي لدراسة في كندا، و قبل ذهابي اجبرني ابي على التحجب و لم ارضخ لاوامره و اخبرته مثلما لم يقم بواجبه تجاه فلن اقوم انا كذلك و حزن ابي جدا من كلامي، نعم ! تسببت لابي السكري .
لكن لم أهتم و أكملت دراستي و هناك تعرفت على اخ صديقتي ساندي و الذي كان يعيش هو الآخر هناك و أعجبت به كثيرا كان شديدة الوسامة و كأنه بطل احد المسلسلات الاوروبية، المهم بعد سلسلة من الأحداث اصبحنا عشيقين و لم اخبر صيقتي "ساندي" بذلك انهيت دراستي و عدت الى بلدي و جاء "أيهم" لخطبتي و قبل ابي و كان عليه ان يقبل في رأيي و تزوجت بسرعة و تركت ذلك البيت و ذهبنا للعيش في كندا، و بعد زواجي لم تعد علاقتي بصديقتي "ساندي" كما كانت و كنت انا السبب في اتلافها فأصبحت أتجاهلها و لا أكلمها أبدا و اتحجج بالعمل و التعب الى ان اصبحت لا تتصل الا بأخيها اي زوجي... مرت الأيام و أنجبت ابني الأول "جود" ثم انجبت ابنتي التوأم "ليديا"و "ليليا" و كان من يتصل بي كل تلك المدة هو أخي "أنيس" و أصبح الأمر محيرا لزوجي و أولادي، فزوجي كان كل أهله يتصلون به و عندما ترجع الى البلد كنا نذهب الا عند اهله و كنت اتحجج بان عائلتي طماعة و ...
طبعا انا كالعادة لازلت متحجرة إلى الان ! و في يوم ما أصبحت أحلم حلما مزعجا مفاده هو أنه يوجد شيء يحول بيني و بين الجنة و اخد هذا الحلم يتكرر و يتكرر و قررت الذهاب إلى شيخ ليفسره لي، و اول ما قصصت عليه الحلم قال لي: اجيبي بصدق هل انت عاقة ام قاطعة أرحام؟ طبعا نزلت علي تلك الكلمات كصاعقة و نولت الدموع من عيني لأول مرة في حياتي منذ سنين و قلت له بصوت باكي: بل الإثنين، و قالي ان ربي اراد ان ينقدك لانك صالحة و كل ما عليك ان تفعليه هو اصلاح الأمر، و قررت أن أرجع الى بلدي و ان ازور اهلي الذين لم ارهم منذ ان تزوجت، و اخبرت "أنيس" ان يخبرهم بقدومي، و بالفعل جاء اليوم الموعود و ذهبت فوجدت كل العائلة بإنتظاري كبارا و صغارا و أردت أن ابكي لكن لم أشأ ان أظهر ضعفي تخيل ! اني أول مرة أرى فيها أولاد إخوتي "أسيف" و "عبد الرحيم" و "أنيس" أحسست بشفقة على حالي و عرفت أن كثيرا من أيام المرح و السعادة فاتتني، و اعتذرت لهم لأني لم أحضر لهم هدية لأني جئت على عجالة، و قال كل أفراد العائلة بالصوت الواحد كانهم متفقون عليها "انتي أجمل هدية"طبعا هنا لم استطع حبس دموعي و بكيت بحرقة حتى بكى الجميع و اخبرتهم باني آسفة و نادمة و اردت عفوهم..
لكن ردهم كان عجيب!! كلهم قالوا و ماذا فعلتي انت كنت شابة طائشة و متهورة، و نحن كنا نقدر ذلك و لم نآخدكي يوما كيف يكون قلبهم كبيرا هكذا و كيف نسوا كل ما حدث فأنا لم أخبر احدا يوما اني أحبه حتى أمي و لو كان أهلي طماعين لقلت انهم طمعوا لكن كلهم ميسوري الحال الآن .. آخبروني أنهم كانوا مشتاقون لي جدا و ما منعهم ان يتصلوا بي هو خشية أن أظن انهم يريدون شيئا و ليس اتصال إطمئنان، فأنا حادة الطباع و قطعا هذا ما كنت أظنه و قضيت الصيف كله ما عائلتي و أصبحت كل صيف أقضيه معهم فلا أريد المزيد من الوقت الجميل ان يفوتني، يكفي ما فاتني في الماضي و تحجبت و انجبت طفلا رابعا "دانيال" و الحمدلله علاقتي بأهل أصبحت متينة جدا، و اما شقيقة زوجي و صديقتي ساندي فأصلحت علاقتي معها قبل ذلك و عدنا كما كنا بل اكثر.