بسم الله الرحمن الرحيم
(قصة الام والابن )
مر الوقت وغابت الشمس وبدأ الجو يبرد كثيراً، فاخذ الشباب يستعدون للعودة إلي المدينة ولكنهم لم يستطيعوا ان يتركوا العجوز وحيدة علي الشاطئ في الليل، فاقترب منها واحد من الشباب وسألها عن رقم هاتف ابنها حتي يتصل به ويطلب منه أن يحضر لأخذ أمه، فأعطت له العجوز ورقة في يديها وأخبرته أن أبنها ترك هذه الورقة معها ومن المؤكد أن بها رقم هاتفه، أخذ الشاب الورقة وأصابته الدهشة والحزن الشديد مما وجد فيها .
كان مكتوب على الورقة : من يجد هذه المرأة يآخذها لدار العجزه ، انصعق الشبان من المكتوب علي الورقة، وأخذوا يترجون العجوز أن تذهب معهم ولكنها رفضت تماماً وأصرت أن تنتظر ابنها التي تظن أنه سيعود ليأخذها كما وعدها دون أن تدري ما كتب علي الورقة، و إصرار العجوز لم يجد الشباب مفر من تركها والذهاب، وفي هذه الليلة لم يتمكنوا أبداً من النوم وأخذوا يفكرون في مصير هذه العجوز المسكينة التي وقعت ضحية عقوق إبنها وجحوده، فقرروا ان يعودوا إلي مكان الشاطئ من جديد، ولكن عندما وصلوا وجدوا سيارة إسعاف وسيارة شرطة والناس مجتمعين وبينهم العجوز نائمة علي الرمال بعد أن فارقت الحياة .
وعندما سأل الشباب عن سبب وفاة العجوز أخبرهم الطبيب انه ارتفع ضغطها فماتت، ففهم الشباب ما حدث، عندما تأخر ابنها ظنت أنه حدث له شئ ومن شدة خوفها وقلقها عليه، ماتت وهي تنتظره ولا تعلم أنه تركها عن قصد.