بسم الله الرحمن الرحيم
من هو الزعيم؟
دخل المعلم الفصل فوجد التلاميذ يتصايحون وتعلو اصواتهم فوق بعضها البعض فأشار إليهم أن يصمتوا فصمتوا فقال المعلم أريد أن أعرف لماذا علت أصواتكم رفع أشرف يده طالية الإذن بالكلام فأمره المعلم أن يتكلم فقال إننا كنا نتصایح کی يثبت كل منا أنه زعيم القصل فقال المعلم يا اولادي ليست الزعامة بالكلمات العالية ولا حتی بالغني أو الحسب أو النسب أو الجمال أو الوراثة قال علي : يا معلمي ما هي صفات الزعيم قال المعلم : يا علي إن الزعيم يجب أن تتوافر فيه الصفات التالية القوة في الجسم و السعة في العلم والدليل يا أولادي على ذلك هو أن الله لما اختار طالوت ملكا على بني اسرائيل أوضح لهم على لسان نبيهم عليه السلام أنه اختاره لأنه قوي الجسم واسع العلم وفي ذلك يقول تعالى في سورة البقرة : ” وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يوتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ” صدق الله العظيم .
قال محمود : زدنا يا معلمي، قال المعلم: إن الله جعل طالوت قوي الجسم ليس من أجل أن يضرب الرعية وإنما من أجل أن يستطيع تحمل مشاق السفر في البلاد التي يحكمها كي يطبق شرع الله كما جعل الصفة الأخرى سورة العلم كي يستطيع أن يصدر القرارات الصحيحة في المشكلات التي قد تنشأ في البلاد التي يحكمها. ومن هنا نستطيع أن نقول يا أولادي: إن الزعيم يستغل قوته الجسمية وسعة علمه في عمل ما يفيد الرعية من الأعمال الصالحات قال سالم: أتعني با معلمي أن القوة في الجسم والسعة في العلم لا نحيد ما دامت لا تستغل في الأعمال النافعة قال المعلم – نعم يا سالم فالقوة والعلم من المكروه الافتخار بهما دون العمل بهما قال محمود، لقد تذكرت الأن قوله تعالى في سورة الصف يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
قال المعلم نعم هذا هو الدليل على أن القوة والعلم بلا فعل شيء ممقوت لا برضاه الله سبحانه وتعالى ولذا علينا با أولادي إذا أردنا أن نكون زعماء أن نعمل من اجل صالح الجميع وساعتها سنكون بلا استثناء زعماء لأن كل منا حكم نفسه وجنبها أن تكون تابعة للشيطان الرجيم .
