بسم الله الرحمن الرحيم
بطبط والثعلب المكار
تسلل الثعلب عند الضحي صوب شجرة الصفصاف بعد ان غادرتها بطة البركة وذكرها، ووقف تحت الشجرة ورفع رأسه وصاح : بطبط، وعلي الفور أطل بطبط من العش فلوح له الثعلب قائلاً : مرحبا، أنا أرنوب .
حدق بطبط فيه للحظة ثم قال : لست أرنوب، انت الثعلب، وتضاحك الثعلب مدارياً حرجه وقال : انا امزح معك فقط يا بطبط، وكف عن الضحك ثم قال : سمعت انك سقطت البارحة من العش ولم تصب بأذى، فرد بطبط بشئ من التباهي : هذه ليست المرة الاولي، لقد سقطت مرات كثيرة .
تظاهر الثعلب المكار بالدهشة وقال : هذا مستحيل، أرني كيف تسقط دون ان تتأذي هيا ارني، هز بطبط رأسه مبتسماً وكأنه يقول : هيهات أعرف حيلتك، ولسبب لم يعرفه الثعلب عدل بطبط عن موقفه وتقدم من حافة العش وعيناه تلتمعان فرحاً ثم القي بنفسه نحو الارض .
اسرع الثعلب ماداً يديه ليلتقط بطبط لكن بطة ضخمة تقدمته ولقفت بطبط وضمته بين جناحيها، وصاح الثعلب وقد جن جنونه : دعي بطبط، دعيه إنه لي .. تراجعت البطة قليلاً وبطبط بين جناحيها وقالت : يبدو انك جننت ، هم الثعلب بالانقضاض عليها لكن نقرة قوية فوق رأسه أوقفته عند حدة، فالتفت الي الوراء والغابة تدور به واذا بذكر بط ضخم يقف في مواجهته ويقول له بحزم : ماذا قلت ؟ فرد الثعلب متلعثماً : قلت إنه .. إنه .. ليس لي .
وبقوة اشد نقر الذكر ثانية رأسه وهو يقول : لم اسمع ما قلت، ارفع صوتك، تهاوي الثعلب علي الارض وقال بصوت خافت : قلت إنه ليس .. ولم يكمل قوله وكيف يكمله وقد اغمي عليه ؟!